جذور البوسعيدية
جذور البوسعيدية وبعد نحو سبعين عامًا من الاحتلال البرتغاليّ وتهاوي بُنيان الحكم النبهانيّ، أفرزت عُمان - كعادتها - بطلًا أخذ على عاتقِه تحرير البلاد؛ فكان "ناصر بن مرشد اليعربيّ"، الذي نجح في استعادة عدد من الموانئ والمدن المسلوبة، على رأسها "صحار"، وأجبر البرتغاليين على دفع الجزية مقابل ما يستخدمونه من الموانئ والقِلاع، فيما يشبه "عقود الانتفاع" في العصر الحديث. ولكنه مات، قبل أن يطرد الحملة البرتغالية عن بلاده، مسلّمًا الراية لابن عمه البطل، سلطان بن سيف اليعربيّ، الذي سار على نهج "ناصر"، وأكمل المَهمّة، معلنًا قيامَ دولة "اليعاربة" 1642، وطردَ آخر البرتغاليين في معركة "طوي الرولة" 1648. وفي خضم استقرارٍ طويل وحالةٍ من الرّاحة والدّعة، فوجئ العُمانيون بمُحتَلّ جديد، لم يكن منهم ببعيد (الفرس)، الذين كادوا يستحوذون على الدولة اليعربيّة بأكملها، مستغلين ضعفَ الحالة الداخليّة، لولا حنكةُ أحد مُساعدي الإمام سلطان بن سيف، الذي وصل إلى اتفاقٍ سياسيّ معهم، يقضي باستغلالهم بعضَ المقدرات العُمانيّة في مسقط الساحليّة، ودفعِ الخراج ال...